فـديت أرضكِ يـا السودان / متنبي العصر / أحمد محمد حلواني





( فـديت أرضكِ يـا السودان )
 

طاف الخيال على أرض من الذهب
فصغت  قـافـية  للـعجـم  و العـرب

مفادها أنني في دولــــة سـبـقــت
فـي الـعلم والفن والآثار و الأدب

آثـارهـا و رسـوم   الـفن  شــاهــدة
على الحضارات والأمجاد من حقب

نــقـوشـها تـبهـر  الــزوار من ألـق
ويشرح الصدر ما قد جاء في الكتب


ونيلهـا  سـاحـر  تـجـري   عذوبـته
عـلى الـشـفـاه كـطـعم التوت والعنب
 

فإن أتيت إلى الخـرطوم  في  شغـف
رأيت فيها العلا يسمو على  الشهب
 

فـالنيـل فـيـها يـسـر العـيـن مـنظره
ونـهـضـة الـعـلـم والـتـعـليم لم تغب

وإن رحــلت إلـى أريـافـهـا سكـرت
عيناك من حسنها والمرتع الخصب

فـكـردفــان الـتي قـد أنـجـبـت ذهبا
أنهارهـا عانقت فـيـضاً من السحب


فـيـها الـفـواكـه  والأنـــهـار جـاريـة
والخوخ  والـتيـن  والرمان  كالذهب

وفي( الـقضارف ) دخن ساد أو ذرة
أوسمسم قد علا  فـخراً على القصب

تـسمو الفضائل في السودان شامخة
كما سمت من جمال الروح لا الحسب

فــأهـلـها أهـل  جـود  مـالـه   شبـه
ونارهم  تـشتكي من كـثرة  الـحطب

يا دولة  سطرت   أمجادهـا  شرفـا
بالعـز والديـن والأخلاق لا الـنسب


إليك يا الـفخر  يالسودان مـعـذرة
إذا القصائد مـا وفـت ولم  تـجـب

قـصائدي   كلها   يا   نيل   عاجـزة
عن الوفاء وعن وصف الألى النجب

فعن  هـوى  كسـلا  روحي  تـحـدثـنـي
ضرب من السحر بل ضرب من العجب

فـجـوهـا  مـنـعـش  للقلب  قــد ركـنت
إلـيـه نـفـس الــذي مـلت من الصخب

يـقـضـي الـمـحـب بـهـا  أيـــام راحـتـه
بـيـن الـفـواكــه  والأزهــار  والــرطـب


وللـعـرائـس و الأحباب   مـنتجـع
به  يزيحون عـنهم  قسـوة الـتعب

ما أجـمل الغيث في السودان يلبسها
من سندس فاخر  ثـوبا  من  الـقشب

كم تضحك الأرض من دمع السماء وكم
يــغـرد  الـبـلـبـل  الـصـداح  من  طرب

هم  أهـل جـود وأخلاق  ومـكـرمـــة
وأهـل صـدق  وأهــل الـدين  والأدب

لا يـحملون   إذا  حـقـدا   ولا حـسدا
أو  يـشترون عـقـول الـناس  بالكذب


ويـملكون نفـوسـا طاب مـنطـقهـا
عـند الـشدائد والأحزان والغـضـب

عـند الأصـيل تذوب الشمس باسمة
فـي النيل حتى كأن النيل من ذهب

فـيـسبح الصحب  والخلان في فلك
حـتى يـلـف عـليهـا الليل  بالحجب

فـديت أرضـك يالـسـودان فـابتهجي
فالحب في خافقي والشوق يلعب بي

سـمراء كالعـنبر الممزوج  من زمـن
بالمسك والعـود والكافور  لا الخشب


فإن أتاك مـن الــحـساد مـن زعـموا
بـأن أرضــك لـم تـنـجـب ولـم تـهـب

فـأخبري  أنـنـا  نحيا  بـلا  جـشـع
لكن  عفتنـا  تـغـنـي  عـن الـطـلـب

ماضين في العلم والأعمال  لا  عجبا
فنحن  أهـل  الـتـقى والعلم  والأدب

شعر متنبي العصر  
الأديب والروائي والقاص والشاعر  السعودي
أحمد محمد حلواني
محافظة القنفذة / مدينة القنفذة – الغادة
ج/ 0505544975

تعليقات

  1. جلجلهم يا متنبي وريهم كيف الشعر الأصلي

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بحث كامل عن كرموتوغرافيا الفصل بالطبقة الرقيقة

بحث كامل عن اللغة وعلومها ( الادب العربي )

بحث كامل عن الحركة الدورانية في الفيزياء مع الفهرس والمراجع