بحث كامل عن اللغة وعلومها ( الادب العربي )

**الـمـقـدمة**
بسـم الله الرحــمن الرحــيم، الحـمد لله الذي أبدع الإنسان وخلقه من روح وجــسد فــإنِ فـهو الخـالق المـصور الحكيم الحنان المنان، خلق من خلقه ما يرى ومــا لا يُــرى كــالــملائــكة والجــان ولــه في ذلك حـكمة ورحمة بالإنسان، وصــلى الله عــلى ســيــد الأوليــن والآخــرين وخــاتم النــبيـين والمــرسلين الـصادق الوعد الأمين افصح الناس لساناً سيدنا محمد صلاة زكــية بهية رضــية وعــلى آله وصحــبه وسلم أمــا بعـد..
يتــناول فــي هـذا البحث بشكل عام عن تاريخ الأدب العربي، ويتحدث في عــن مفهــوم الأدب والأدب العــربي الذي تغـير مفهــومه مع مر العصور التاريخية، ويتحــدث  عن عــصور هذا الأدب العـربي ومميزات العــصور ومن أهم العــصور هو العــصر الجاهلي، كما يتحدث عــن التحـديات التي تواجه الادب العربي فــقد اخــترت هذا الموضوع لأن العــنوان شدني إليه وأريد أن أتعرف عن المزيد من هذا التاريخ الذي لا زال قائما حتى اليوم.
أشكر كل من ساعدني واهتم بــذلك ..وســأبدأ بشكر معلمي ابراهيم محمد عبدالرحمن  الذي  ساعدني في وضع خطة البحث وتصحيح بعـض الأخطاء الإملائية.
وأعتذر عن أي تقصير في هذا البحث..




تعـريف اللغـة([1])
اللـغــة هــي الفاظ يعــبر بها كــل قــوم عن مقاصدهم واللغات كثيرة وهي مختلفة من حيث اللفظ متحدة من حيث المعنى أي أن المعنى الواحد الذي يخــالج ضمائر الناس واحــد ولكن لــكل قـوم يعـبرون عنه بلفظ غير لفظ الاخــرين .
واللغــة العــرية : هي الكلمات التي يعــبر بها العــرب عـن اغراضهم وقد وصلت الينا من طــريق النقل وحــفظها لنا القــران الـكــريم و الأحــاديـث الشريــفة ومــا رواه الثقــات من منثور العــرب ومنـظـومهم
العلــوم الــعــربية
لمــا خـشي أهل العربية من ضياعها ، بعد أن اختلطوا بالأعاجم ، دونوها في المعاجم (القواميس ) واصولا تحفظها من الخطأ وتسمى هذه الاصول (العلوم العربية ) فالعـلوم العربية هي العلوم التي يتوصل بها إلى عصمة اللسان والقـلم عن الخـطأ وهـي ثلاثة عـشر عـلما : الصرف ،الاعـراب ، الرسم([2])، المعاني ، البيان ، البديع ، العروض ، القوافي ، وقرض الشعر ، الانشاء ، الخـطابة ، تــاريخ الاجب ، ومــتن اللغــة ، واهــم هذه العلوم الصرف .


اقسام وتاريخ الأدب العربي(1)
1ــ العـــصر الجــاهلي ويــغــطي الفترة الــتي سبــقــت ظــهور الإســـلام بحــوالي 150 عاماً. وظهرت في هذا العصر الكثير من الروائع الشعـرية ومن اهــمها المعــلقات والمــفــصليات والاصـمعـيـات وحـماسة ابي تـمام ( الحــماسيات ) ودواويــن الشـعـراء الجـاهـلين ، وحــمـاسة الــبحــتـري ، وحــماسة ابن الشجري ، وكتب الادب العـــــامة وكتب النحــو واللــغــة ومعاجم اللغة
2ــ عــصــر صـدر الإســلام والــدولة الأمــويـة  ويـــبتـدئ مــع ظــهــور الإسلام وينتهــي بــقــيام الدولة العــباسية عام 132هـ .
3ــ العــصر العــباسيويــبتدئ بقـيام الــدولة العـباسية وينتهي بسقوط بغداد على أيدي التتار عاد 656هـ .
4ــ الـعصر العثمانيويبتدئ بسقوط بغداد وينتهي عند النهضة الحديثة سنة 1220هـ .
5ــ العـــصر الحـــديثويــبتــدئ بــاستــيــلاء محـمد عـلي عـلى مصر.



http://www.adabona.com   1
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 




خصائص الادب العربي(1)
لاريب أن خــصائص الادب العربي التي تميزه عن الآداب العالمية شرقها وغـربها ترجـع الــى البيئة التي نشأ فــيها والــفــكر الي تشكل فـي اطاره والاصول التي استمـد منها وجــوده والتحــديات التي واجــهته في طريق مساره الطويل .
أدب أي امة هو نتاج عواطفها ومشاعرها وعقولها وهو عصارة مزاجها النفسي وطابــع روحــها وهو في نفــس هذا الوقــت مـرتبط بهذه الامة : ارضــها وســمائها وقــيمها وتقـاليدها واحداثها ومجتمعها ، فهو عصارة وجــهة نــظرها فــي الحــياة مستمدة من داخلها . ومن هنا كان الاختلاف والتباين بين ادب امة وادب امة أخرى
والادب الاصـيل عالمي بطــبعـه مـن حــيث نزعـته الانسانية ولا من حيث  انصــهاره في نــموذج واحــد والــطابــع الانــساني للأدب لا يخــرجه عن ذاتـيـته كــأدب امة خــاصة ولا يـدمجه في غيره من الأدب تحت ما يسمى عالمية الأدب.
والادب العـربي ادب امة عريقة وادب لغة عريقة ايضا وهو ادب لم يشكل صورته الحــقـيـقة الا منذ ظــهور الاســلام الذي جمع العرب في الجزيرة العـربية فكان عــاملا في تحويل القبائل العربية الى امة تامة وبذلك يمكن القول بأن الادب العربي قد تشكل في صورته الحقيقة بالإسلام ، ولا يمنع هــذا من وجــود ديــوان الشعـر القــديم وما يتصل به مـن اسجاع الكهان  وهــي في مجــموعــها لا تشكل صورة الادب بمفهومه الفني ولا بمعالمه الاصـيلة التي وضحـت بعـد نزول القران الذي كان العامل الاعظم في بناء الادب وظهور فـنونه وعـلومه ومناهجـه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 انور الجندي ، خصائص الادب العربي في مواجهة نظريات النقد الادبي الحديث ، الطبعة الثانية ، ( بيروت ، دار الكتاب اللبناني ، مكتبة المدرسة ) ، 1985م ، ص16

 



واللـغة العربية سابقا على الاسلام وهي عماد وجود الامة العربية ، وهي لغــة تطورت ونمت خــلال مئات السنين حـتى وصلت الى صـورتـها التي عـرفـت بها قبيل الاسلام  وان ظلت لها لهجـاتها المخـتـلفة المتعـددة .
فلما نزل القران الكريم انصهرت اللغة العربية في لهجة واحدة ثم كان أن أعـطاها الـقران كما اعطى الادب العربي ــ هذا البيان المعجز الفائق الذي فهمه العـرب واعجــبوا به وعجـزوا في نفس الوقت عــن الاتيان بمثله .
أذن يمـكـن الـقــول بـأن ادب أي امــة انما يشكـل : ضمير الامة + القــيم الفكــرية + الروحــية  التي تعـتـنقها  + جـوهر اللغـة .

الأدب الإسلامي.. مفهومه وخصائصه
ليـس من باب المصادفة أن يكون رجــالات الإســلام وعـلماؤه وفـلاسفـته وقواده من أكثر الناس اهتماما وممارسة لفن الأدب شعرا ونثرا، ولنا في أقـوال الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم لحسان بن ثابت شاعر الإسلام الأول الأسـوة: "نافح عنا وروح القـدس يؤيدك"، "أجب عني، اللهم أيده بروح القدس"، "اهجهم، وجبريل معك"(1). كما تجد نفس الأمر عند كعب بن مــالك، وعـبد الله بــن رواحــة ، وحــمزة بن عـبـد المطلب، أجـمعــين ثم الشافــعي وابــن سيــنا وابن المقـفع والجـاحـظ وغيرهم، عربا وعجما، قديما وحديثا، تراوحت مذاهبهم بين من يهتم بنفعية الأدب وفائدته، وبين مــن يؤثر جمالياته وتأثيراته، وثالث يجمع بين الغرضين. ومن ثم وجدنا نـظريات نقــدية رائدــة: "نظرية الإسلام في النقــدلمحــمد عــبد السلام الجـمحـي.


1  فتح الباري شرح صحيح البخاري م 10، ص546

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 


وحـديثا منـذ الكـتابات الأولي للعــلامة أبــو الحــسن الندوي حيث دعا إلي إقــامة "أدب إسلامي"، وجــهود الشاعـر الفـيلسوف محـمد إقبال في هذا المنــوال، ومـنافحـات أديب الإسـلام والعربية مصطفى صادق الرافعي، ثم كتابات الأستاذ سيد قطب الأدبية الرصينة، ثم تلاه محمد قطب في: "منهج الفــن الإسلامي"، ثــم نجــيــب الكــيلاني: "الإسلامية والمذاهب الأدبية"، وخــطوات دعــماد الدين خــليل الرائدة عــلي هذا الطريق وكتابه "النقد الإســلامي المعــاصر"، ثــم ولادة رابطة الأدب الإسلامي العالمية، وكذلك إنشاء جــوائز عـالمية للترجمة من العربية وإليها جائزة مكتبة الملك عبد العــزيز العــامة للترجــمة، لتـؤكد عالمية هذا الأدب ومفهومه وجمالياته، وعــلاقته بسائر الإبــداعات العــالمية قديمها وحديثها.
ويمكن إيجــاز مصطـلح ومفهـوم الأدب الإسلامي علي النحو التالي: "انه تعـبير فني جميل مؤثر، نابع عن ذات مؤمنة، يترجم عن الحياة والإنسان والكـون وفـق الأسس العقائدية للمسلم، وباعث للمتعة والمنفعة، ومحرك للوجــدان والفــكــر، ومحــفــز لاتخاذ موقف والقيام بنشاط ما(1).
وهــو لــيس بأدب فــترة كــذلك، فمصطفي صادق الرافعي في تاريخ آداب العــرب: نـقد التقسيم السياسي للأدب "من عصر النبوة ـ حتي بني امية" فهو حــسب رأيه لا يليق بآدابنا، إذ إن الأدب العـربي مــوصول الحــلقات متـكامل ومترابط برباط قوي هو اللغة العربية.. لذا فالأدب الإسلامي ليس أدب فــترة، يتحدد بفـترة زمنية معـينة بـل يتحدد أكـثر مـا يتحــدد بالفكرة والجمال، فالفكرة تحدد إسلامية العمل الأدبي، والجـماليات تحــدد إبداعية الأدب .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 نجيب الكيلاني ،مدخل إلى الأدب الإسلامي، كتاب الأمة: قطر، 14، جمادى الآخرة، 1407هـ، ص 36
 



كــما إنه أدب فــطرة يقــوي ويضعف بقوة وضعف الفطرة السلمية، وهو يستجيب لها في صحتها واعتلالها، لذا فهو أدب واقعي وإنساني وعالمي يأتي أشمل من الأدب الديني الذي يجعل موضوعه ومحوره الدين، فالأدب الإسلامي أدب مفتوح أمام مـوضوعــات شتي فصلها سيد قـطب في كتابه في التاريخ " فكــرة ومنهاج"، وطــرحـها محــمد قـطـب فـي "منهج الفن الإســلامي" (1)
الأدب الإسلامي.. جمالياته
يتبدى جـمال الأدب الإسلامي عند مقارنته "بأدب عصر العولمة الثقافية" التي تستبدل ثقـافة وصناعــة الكلمة لتـكرس صناعـة الصورة وثقـــافـتها وتحــول العــناصر الجــمالية مثل البلاغــة والبــيان والاتــفــاق والتطابق والــموضوعية والإحــالة المرجعية والواقعية إلى "بيت مرايا"، أو "بيت رعب غــير مستقر"، "فثقافة العولمة" هي ثقــافة التهكم والسخرية أكثر مــن الجــدية، والتغــيـير والإرجــاء والــتــكرار، أكـثر منها ثقافة التحديد والتجديد، وتمــاهي الأنساق الثقافية والأدبية أكثر من استقلالها، فتتداخل الأسالــيـب (الشاكة والمُشككة في كــل المقولات، وغير المنسجمة مع أي موروث) إلى الحــد الذي يصبح بــلا أسلوب




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 حسن الامراني ، سيمياء الأدب الإسلامي.. المصطلح والدلالة"،  (المغرب ، مؤسسة الندوى)
 





فــمــن خـــصائص ممــارساتها الأسـلوبـية  الاستــخـدام الشــديد للتـناص الانعــكاسي الأســلوبــي ، والتأكـيد عـلى أن النص الكتابة هو أولا وأخيراً للكــاتب وليس للقــارئ(1)، ويرى مــروجو هــذه الآداب ـ استـعــلاءً بتلك السمــات التي يــنبغي أن تسود العــالم طــوعاً أو كـرهاًـ أنها لن تسود إلا بتـفـتـيت الثقــافات المحـــلية، وصــياغــتها ضمــن منظومة ثقافية نمطية واحــدة، بلا تــمايز أو اخــتلاف أو خصوصية للثقافات المتعددة. في حين يـصف "ابن خلدون" في مقدمته جــماليات وبـراعة "الأدباء الإسلاميين" فيقــول: "إن كلام الإسلاميين من العرب أعلي طبقة في البلاغة وأذواقها من كــلام الجاهليين في منثورهم ومنظومهم.. والسبب في ذلك أن هؤلاء الذين أدركوا الإسلام سمعـوا لطبقة عالية من الكلام في القرآن والحديث، والذين عــجــز البشر عـــن الإتيان بمــثلهما، فنهضــت طباعـهم وارتقـت مكانـتهم في البــلاغة، عــلي مــلكات مـن قبلهم من أهل الجاهلية ممن لم يســمع هــذه الطبــقة أو نشأ عــليها، فكان كلامـهم في نظمهم ومنثورهم احــسن ديباجه، واصفي رونـقا من أولئك، وارصف مبني، واعدل تثقيفا، بما استعادوه من الكلام العــالي". وحــين جــاء النـص الإلهي والخــطاب القرآني باللــغـة العــربية نالت مــن الشرف والقـدر ما لم تنله لغة أخرى، وجعــل الأدباء يتبارون في صـيانتها والعناية بها علي شتي الأوجه، فهي رمز الأمة والمعــبرة عــن حــضارتها ووعاء آدابها وأفــكارها ووجدانها ومشاعـرها، وحين أقسم الله تعالي "بالقلم" أداة الكتابة ارتفع شأو الأدب والكتابة.
1 مجلة الكويت، العدد: 261، يوليو 2005م، ص 56ـ 58.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ







لقد ابتكر النــظم القـرآني صورا أدبية مدهشة بدت غريبة عما كان العرب يعــرفونه في نثــرهم وشعــرهم وهــي أروع مما نعـرفه في أدب العصور الحــديثة (1)، فـلـقـد وردت فــيه القـصة والقصص علي نحو غير مسبوق ولقد بــات واضحــا بروز جــماليات الأجــناس الأدبــية، شكـلا ومضمونا، وتوجــه آداب ـ وإن كــان يستلزم المزيد والمزيد ـ نحو الفن الملتزم الذي ينحــو للتحـرر الحـقيقي، وتجـريد المرء من كل قـيد إلا رضا ربه، أنماطا فنية لها لغـة رائعــة، وآدابا بليغـة، وقواعد رفيعة، وأفكارا سامية، سموا بالذائقة الفردية والجمعية والإنسانية.
وإذا كان الشعــر ـ مــوهبة ومهارة ـ هــو تصوير نـاطق، وتنـظيم للخـيال بحــيث يتحــول من أخــلاط مشوشة جـامحــة، وتجارب ذاتية، إلي أشكال جــميلة وقوالب بديعــة تستحــث الوجدان والفكر وتحفظ توازنهما بما لها من معــان وأهداف عــامة لا تنفصل عـنه. وتبقي روح الشعر هي جـوهر الفن وأشــكاله المـخـتلفة. لذا برز الشعـر الإسلامي الذي يتميز بالوضوح والشفافية والقــوة. والأعــمال الأدبية التي تخــلو من روح الشعــر ليست أعمالا فنية. بينما الحاجة للنثر حاجة عقلية وفكرية ومنطقية لأنه يخاطب تلك الجوانب من المرء. ففي الكتابة عــن السيرة النبوية يبدو عبد الحميد جــودة السحــار وعـمله في عشرين جزءا في أسلوب شائق رائع نموذجا يحـتذي في هذا المجـــال. وهناك العــقــاد و "عبقرياته"، وكتــابات أنــور الجندي، وعــماد الدين خليل، وحلمي القاعود علامات مضيئة علي طريق الأدب وحركة النقد الإسلامي.
1 مجلة العربي: 578ن يناير 2007م، ص 157

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولقــد نشا المسرح من رحـم الشعــر، فلغة المسرح لغة خصبة ذات إيقاع موحى، وفي المسرح الإسلامي برزت نصوص وأعمال مسرحية معاصرة جــديرة بالذكر والإشادة منها  "الملحمة الإسلامية الكبرى ..عــمـر" فـي تسعة عــشر جزء للأديب الكبير علي أحمد باكثير، وله نصوص مسرحية أخــرى كـ "إله إسرائيل، مسرحيات عبد الحميد جودة السحار ومنها "الله أكــبــر"، ثــم هناك "عــالم وطــاغــية"، و"يوسف الصــديــقليــوسف القــرضاوي، و" عـــروة بــن حــزاملهاشم الرفاعي، و"محكمة الصلح الكبرىلمحــمد مــاضي أبو العزايم، و"النجاشي ملك الحبشة" ..... الخ
أما فــن الــرواية والــقـصة فعلاقة خاصة بين الروائي والقاص وقارئهما تتسم بالانــدماج المباشر والشخــصي في تجــربة ومــضمون مــا يــريده الكاتب، وهما مــزيج من أجــناس شتي: المقــال والخــطابات الشخــصية والمــذكرات والتاريخ والوثــائق الرحــلات والسلوك الاجـتماعي والتحليل النفسي للشخــصية. ويشكل دراسة موقف الإنسان من الكون البؤرة التي تنبع مــنها الأحــداث ومواقفها وبنائها الدرامي. ففي الرواية نجـد نجــيب الكــيلاني وروايـاته الرائدة في الأدب الإسلاميليالي تركستان، وعمالقة الشمال، وعــذراء جــاكرتا، وعــمر يــظهر فــي القــدس، ورحلة إلي الله. ويـُعــد محــمد عـبد الحـليم عبد الله معلما بارزا والذي قدم للمكتبة العربية ثـــلاثين كــتابا معــظمها فــي فن الرواية "13 رواية" وعشر مجموعات قــصصية قــصيرة، واعـتـني فيها بالقضايا الإنسانية والقيم العامة ونادي بالأمــل والـوقــوف بعـد الانتكاسات التي يتعرض لها شخوصه، مع بروز عــنصر الخــيرية وانتصاره أمر باد في أعماله وتُعد روايته "الباحث عن الحقيقة" نموذجا تطبيقيا للأدب الإسلامي(1)





1 راجع حلمي القاعود: مجلة الأمة، العدد59 ذو القعدة 1405هـ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 





هم التحديات التي تواجه الادب العربي(1)
ا الاديب والشاعر ، احمد البريد ، منتدى المجلس اليمني ، http://www.ye1.org
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأدب العـربي هو مجموعة الآثار الشعرية والنثرية التي نتجت عن الفكر العربي في شتى الأقطار ومختلف العـصور بالإضافة إلى الأعـمال الأدبـية المستعربة التي تأثر كتابها وشعــراؤها بالكتاب والشعـراء العرب فساروا على نهجـهم وكـتبوا عـلى منوالهم المؤلفات الكثيرة حتى كاد التحديد بين الأعمال العــربية والأعمال المستعــربة يلبس ثوب الصعــوبة أمام النقــاد والباحــثين لــولا التاريخ العــربي الإسلامي وبعـض المميزات التي تظهر بصورة غير مباشرة في تلك الأعمال المستعربة, ولاشك أن هذا يرفع من قــيمة الإنسان العربي ويزيد من كرامته فيعتز بأصالته العربية وحضارته الإسلامية خـــاصة حــينما تتوسع معرفته في دائرة التراث العربي المجيد الذي يــزيده ذوقا أدبيا وثقافـيا وعـلميا والذي يكون له حـافزا يدفـعـه إلى المشاركة الفاعــلة ومحــيطه الاجـتماعي في معـرفة ما يجب له وما يجب عليه في إطار الأدب العربي والحــياة العــلـمية والعــملية.
ولاريب أن الإنــسان العــربي بوجــه عــام يواجـه صعوبة في معرفة أدبه العــربي وفــهمه فهما دقيقا ويرجع هذا السبب للجوئه إلى أدب عصر من العــصور دون الآخــر أو عدم ترتيب العــصور في معــرفة آدابها.
فالأدب العــربي تطور بتطور العــصور منذ الجــاهلية وحــتى يــومنا هـذا ومعــرفة الأدب تتم من خـلال معـرفة أدب العصر السابق قبل اللاحق وما يتميز به من خــصائص ومعــرفة الأسباب الــتي أدت إلى ظهوره.
فشعــراء وأدباء العــصر الحــديث لم يتوصلوا إلى ما توصلوا إليه إلا من خــلال قـتل القديم بحــثا ،وهذا أمر لا يمكن تجاهله بأي حال من الأحوال،
فــإذا عدنا إلى الأدب العــربي في العــصر الجــاهلي نجده كما يقول النقاد مرآة لآداب العــصور اللاحقة . ومن هذا المـنطلق يجـب عـلى الإنسان أن يوسع معــلوماته في دراســـة أدبــه بالترتـيـب الــذي يوصله إلــى زيــادة المعــلومات في وقــت أقــصر. وبما أن لغة أدبنا العربي هي اللغة العربية إلا أنها تواجه تحـديات كبيرة وبالتالي يحـلق الخطر على عروبتنا وتراثنا المجـيد .هذه التحديات منها ما يكون خطيرا ومنها ما يكون أقل خطرا ولا ندركها إلا عـن طــريق الدراسة لأدبنا العــربي والاطــلاع عــلى آراء مـن سبقــونا في معـرفتها، وعـند ذلك سنزيح كل خطر يواجه لغتنا وعروبتنا، وفي هذا الصـدد أود أن أشير إلى بعــض التحــديات التي وقفت وتقف في وجه لغتنا الجميلة.
فـمن التحـديات التي وقفت في وجه اللغة العربية ما فرضه الاستعمار في بعض الدول العربية في اتخاذ لغته بدلا عن العربية القومية حتى يضاعف بسط نفوذه في تلك البلاد وهذا التحدي ما زال أثره باقيا إلى الآن. وهناك تحـديات نضعـها نحن بأنفسنا فإذا بدأنا بها وأزحناها كانت مفتاحا لإزاحة التحـديات الأخرى. وهذه التحديات منها ما يتمثل في عدم التزام المعلمين بما فيهم معـلمو العربية بالتحدث قدر الإمكان باللغة العربية الفصحى أمام الطلاب الذين يعـدون المعـلم القـدوة الأولى لهم في كل ما يـقـول أو يفعـل بــالإضــافة إلى وجــود التقــصير من بعـض معـلمي العـربية في استخدام الــوسـائل التعــليمية وتوصيل المعــلومات إلــى أذهان الــطلاب بــالـطرق التربوية السليمة.
ومن التحــديات ما يتمــثل فــي عــزوف الطــلاب فــي المدارس والمعاهد والجــامعات عن اللغة العربية رغم الجهود المبذولة المتمثلة في التشجيع للإقبال عــليها والمتمثلة في غــرس الــذوق الأدبي فــي نفــوسنا .
فــلو عــلم هؤلاء أن عــزوفهم هذا هو التخــلي عـن أصالتهم وحضارتهم وقوميتهم لما فعـلوا ما فعلوه ويفعلونه بل لأقبلوا إلى إعادة المجد العربي وتوحـيد الكلمة العـربية التي يخـشاها الطامعـون في الحقوق العربية .كما أن مــن التحــديات التي تـقـف في وجـه لغتنا العـربية مـا نراه في بعــض المنتديات و الصحف والمجـلات من وجود أخطاء نحوية وإملائية ولفظية يضاف إليه التعـبير عن الأفكار وتداولها في كثير من المنتديات بعيداً عن اللغة العــربية الــفـصحــى باستخــدام اللهجات بــصفة أسـاسية سواء في مجالات أدبية أو غيرها مما يشكل عائقا أمام أجيالنا إذ يـحـول بينها وبين الارتقاء الأدبي واللغـوي والمحـافـظة عـلى تراثه العــربي . كما أن بعض القنوات الفضائية تجــهد نفسها فــي سبيل الــدعـوة إلى الشعــر الشعــبي وتستـضيف المبدعـين في هذا المجـال ولا حظّ فيها للشعر الفصيح وأهله أو المجالات الأدبية الأخرى التي من شأنها الارتقاء بالتراث مع المحافظة على خــصائصه ومميزاته .
هــذه بعــض التحــديات المعــروفة لدى الكـثيرين وهناك تحديات كثيرة لا تظهر إلا من خــلال الدراسة الواسعة للأدب العربي وآراء باحثيه ونقاده.
ومن هنا فــإن تحــديات اللغة العربية لغتنا ولغة ديننا الإسلامي هي السر فــي الــركود الذي نحـن عـليه وهذا الأمر قـد ظـهر قبل الآن لدى دارسي العــربية والإســلام ومــع ذلك مــازال أمــام الأنظار لا يـرى إلا بالمجــهر المقــطـوعــة أجــزاؤه والذي لم يتم استعــماله بعــد بسب ما لحـق به من خلل.

الــخـــاتــــمة

وفي الخــتام.. مــن هـذا البحث يستوضح أن الأدب العربي تلخص مــفهومه عــند الـكثير إنه الشعـر العربي لا غير، ولكن هناك أدب عربي يسمى بالنثر يندرج تحته فن الخطابة وقد تميز واشتهر في العــصر الجــاهلي لكثرة الــحــروب وفي العــصر الإسلامي اكـتـثر للفتوحــات الإسلامية.
أما عــن كــلمة أدب تغير معناها في كل عصر من العصر الجاهلي إلى هــذا العصر، أما عــن معنى الأدب العربي فهو جـميع الأعمال المكتوبة باللغة العربية من شعر أو نثر.
وعــند الشعراء المعاصرين فإن المتنبي لفت انتــباههم من خــلال اعماله وجــعــلوه شعاراً لهم.









الــمراجــع
الشيخ مصطفى الغيلاني :
        جامع الدروس العربية ،
        بيروت : صيدا  ، منشورات المكتبة العصرية  ، ج1 ص7       
http://www.adabona.com
انور الجندي :
       خصائص الادب العربي في مواجهة نظريات النقد الادبي الحديث ،  
      ( بيروت ، دار الكتاب اللبناني ، مكتبة المدرسة )
        الطبعة الثانية ، 1985م
 فتح الباري:
          شرح صحيح البخاري م 10
نجيب الكيلاني:
         مدخل إلى الأدب الإسلامي، كتاب الأمة:
         قطر، 14، جمادى الآخرة، 1407هـ
حسن الامراني:
      سيمياء الأدب الإسلامي.. المصطلح والدلالة"
        المغرب ، مؤسسة الندوى

     مجلة الكويت، العدد: 261، يوليو 2005م
      مجلة العربي: 578ن يناير 2007م،
         مجلة الأمة، العدد59 ذو القعدة 1405هـ.
الاديب والشاعر   احمد البريد:
         منتدى المجلس اليمني ، http://www.ye1.org
















[1] الشيخ مصطفى الغيلاني ، جامع الدروس العربية ، ( بيروت : صيدا  ، منشورات المكتبة العصرية ) ، ج1 ص7           
[2] الرسم : هو العلم بأصول الكتابة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بحث كامل عن كرموتوغرافيا الفصل بالطبقة الرقيقة

بحث كامل عن الحركة الدورانية في الفيزياء مع الفهرس والمراجع